الثامن عشر من أغسطس


اليوم هو الثامن عشر من أغسطس، ولكن الآن سأطلق عليه يوم الذكريات، دعينا نتذكر جميع الأحداث التي مررنا بها، والمواقف التي جمعتنا معًا إلى يومنا هذا، وحديثنا والرسائل التي كتبتيها وظلت معي إلى الآن، أكتب لكِ الآن لأنني لا أعرف أين نكون غدًا؟ من المرجح أن نتفرق مجددًا ومن المحتمل أن تجعلنا الأيام نتفرق، ويوجد احتمالات كثيرة، ولكنها ثقيلة بالفعل، ولهذا أكتب لكي نظل في ذاكرة بعضنا البعض حتى وإن هبت الرياح وجعلت كلًا منا في طريق لا يعرف الآخر، بالفعل مررنا بتلك الأيام التي جعلت علاقتنا منقطعة كالحبل، وبالرغم من الحبل عند انقطاعه لا يعود كما كان، ولكن نحن كنا نعود ونتحدى الجميع، كنا نقف أمامهم ونمضي إلى ما كنا عليه مسبقًا، نحن كنا ومازلنا الأفضل على الإطلاق بالفعل وإذا لم يكن هذا يراه الجميع فلا أهتم لهم يكفي أن أرى أنا ذلك، تتذكرين صديقتي التي كنتِ تغارين منها عندما كنت أتحدث معك عنها؟ وكنتي تظني إنني أحبها أكثر مما أحبك أنتِ! يؤسفني أن أخبرك إنه كان هراء ولم يكن حقيقة، ولحين جاء هذا اليوم الذي ظننتي مجددًا، ولكن لم تخبريني من اكتفيتي بأخباري، ظللت أخبرك كثيرًا إنني لم أحب شخص مثلك هذه الحقيقة التي مازالت منذ سنوات كالنور في الظلام ولم يهلكه، ومنذ معرفتي بكِ حقًا منذ أول لقاء بيننا وأنا أحببتك بصدق، لم أعرف لماذا علقت حياتي بكِ؟ أعلم إن هذا الخطأ خاص بي بمفردي، ولكنني فعلت هذا؛ لأنني أحبك، وكنتي الصديقة والأخت لي لم أستطيع أن أخذ الخطوة بدونك، وبدون علمك تعلمين لماذا؟ لأنني اعتبرتك منذ البداية أنا وليس صديقتي، وعندما كنت أتحدث معكِ أشعر كأنني أتحدث مع انعكاسي في المرآة، ودائمًا أخبرك إنني أكون بخير معكِ فقط، تعلمين عندما كان يحدث معي شيء، ولم أكن أريد اخبارك ماذا حدث؟ ولكنك كنتِ تعلمي لا أدرك كيف! وفي أوقات آخرى لا تعلمي ولكن بدون علمك تستطيعي جعلي بخير واعود كما كنت، الآن أنا أكتب لكِ وعنكِ كما اخبرتك منذ سنوات إنني لم أكتب لحد سواكِ حتي وعندما تفرقنا ظننت إننا لن نعود مجددًا ولكن لم أستطيع أن أكتب لشخص آخر غيرك، من المحتمل إنها أصبحت أسلوب حياة لدي، فأنا عندما أجاهد للكتابة عن شيء غيرك لا أستطيع مطلقًا، ولكن عند الكتابة عنكِ تكون الكلمات كالبحر كثيرة للغاية ولا تنتهي أبدًا، أعلم إنك تعلمين إنني جعلتك معي في الكتابة، وأعتقد إنك أيضًا تعلمين سبب جعلك معي وهو إن بدونك لم أكن كاتبة، وسأكون عاجزة ولم أفعل شيئًا مما فعلت، ولكن السبب الآخر الذي لا تعلمينه مطلقًا هو إنني لم أتقبل تلك الأيام التي تفرقنا بها، كنت تائه بدونك، ولذلك جعلتك معي دائمًا واتذكرك إلى الأبد، تدركين أنا لا أريدك نسيانك ولا أريد أن أحب شخص آخر بجدية تعلمين لماذا؟ أنا أحببتك لدرجة لا أستطيع وصفها ولا أجد في قاموسي كلمات حتى لوصف حبي لكِ، ولذلك من المستحيلات أن يصل حبي لأي شخص في حياتي هذه مثلك، أتذكر عندما كنا نتشاجر دائمًا حول مسألة أصدقائي، وإنكِ ترى إنني أحبهم أكثر وخصوصًا أصدقائي المقربين لي بعدك، ولكن كنت أخبرك مرارًا وتكرارًا إنكِ الأقرب لي بل لقلبي أيضًا، وهل أنتِ على علم إن جميع ذكرياتنا معي إلى الآن حتي عندما افترقنا لعدة أشهر وكنا نعود ونتشاجر مجددًا ونختفي، ولكنهم ظلوا الملجأ الذي كان يغفر لكِ كل الأشياء، لا اخفي عنكِ أنا كنت دائمًا اذهب لهم عندما أريد نسيان الثقب الذي حدث بيننا، ولم يخيب ظني مطلقًا عند رؤيتي لهم اعود كما كنت وانسي ما حدث بيننا، أحبهم كثيرًا حتي الصور التي كانت تجمعنا معًا، كل هذه الأشياء كانت لي شيئًا ثمينًا أنتِ تركتيه لي، ولا أستطيع نسيان القلادة التي بها صورة الخاصة بنا، لم القيها ولم ياخدها شخص مني كما قولت أنا مازلت أحتفظ بها وارتديها عندما افتقدك أو احتاجك معي وأنتِ ليستِ معي، تذكرت الآن وأنا أكتب لكِ عند رؤيتي الرسالة التي كنتِ أنتِ تركتيها عند رؤيتك ذلك الدفتر منذ عدة سنوات، كم كنا الأروع بين الجميع! ولكن تعلمي يعز علىّ وعلي قلبي أن يحدث معًا هذا الثقب الذي ظل الكثير تتذكرين عندما أخبرني شخص ما أن هذا سيحدث ولم ندوم وسنتفرق قريبًا وسيكون للأبد وعندما أخبرتك كل هذا اخبرتيني أنه ليس حقيقة ولم يحدث في ذلك الوقت العاصفة التي كانت في قلبي رحلت، ولكنها عادت مجددًا عندما تفرقنا رياح تلك العاصفة لم تهدأ إلا عندما اهلكت قلبي مثلما أهلكت البيوت ولم يبقى منها سوى البقايا، وعلى الرغم من ذلك ظللنا معظم الأيام نتشاجر ونسالم في نفس اللحظة كانوا يقولون عنا دائمًا إننا غرباء للغاية نتنازع ونعود مجددًا، نعم، نحن كنا هكذا بالفعل لم تكن علاقتنا مفهومة وغريبة كثيرا، ولكنها الوحيدة التي كانت تعود كما كانت، أحبها كثيرًا دائمًا كنت اتمني أن تدوم حتي لو كلفتني الجميع، كنت سأختارك أنتِ فقط، كنتِ الدعم الذي احتاجه دائمًا معي رغم إن أصدقائي أيضًا كانوا دعم لي ولكن أريدك أنتِ وليس هم، تتذكرين منذ ثلاث سنوات عندما كنا في آخر العام الدراسي عند بكائي بسبب الاختبار حين ذلك ركضت إليكِ ولم أريد جعل شخص ما يرى الضعف الذي أصابني سواكِ، لأنني أعلم جيدًا إنكِ لم تسمحي لأي شخص أن يراه وستكوني معي وهذه حدث بالفعل، كنا نصمد معًا أمام جميع الصعوبات التي تقف في طريقنا كالجبال، ولم يُهزم شخص منا في طريقه عند وجود الآخر معه وبالأخص أنا لم أُهزم مطلقًا وأنتِ معي، أتذكر آخر يوم لقائنا في لم أدرك إنها ستكون بداية النهاية بالفعل دائمًا كنت استمع عنها وكنت أراها في أعين من حولي وإن عاد بي الزمن لنتهى بي الأمر في ذلك اليوم، أتذكر إنني بكيت بشدة وظللت اتسائل هل استطيع رؤيتك مجددًا أم انتهي الأمر الآن؟ هل نكون كما يكون الجميع فترة في حياة كلًا منا وحان وقت الرحيل الآن؟ هل سنذهب إلي مكان بعيد وسنختفي ولم نظهر مرة أخرى؟ ظلت تلك الأسئلة تدور حولي لحين أخبرتيني من المحتمل أن نلتقي مجددًا، وفي ذلك الوقت لم اتحمل ذلك جعلت كل محادثاتنا معي والآن أكتب لكِ منها مازلت عند رؤيتها أشعر كأنها كانت الأمس وليست منذ ثلاث سنوات، وعند اطلاعي علي أحد الرسالة التي كُتبت لي منك منذ شهر مارس منذ عدة سنوات ها أنا الآن أريد اخبارك إنني مازلت هُنا بجوارك دائمًا حتي وإن تفرقنا وظل بيننا مسافات ليس لها نهاية في جميع الأوقات سأكون بجوارك وستهدم تلك المسافات، أنا هُنا منذ الصغر حتي الكبر كلما اخبرتك منذ سنوات وها أنا الآن مازلت علي حديثي معك وسأكون عليه، ومازلت على عهودي لكِ إلى الآن لم استطع أن احب شخص مثلما أحببتك، وهناك مقولة تقول "كعب لا ينساها لطلحة" وأنا لن أنساكِ حتى ولو تفوقت علينا المسافات، والآن أكتب لكِ في النهاية ليس لي هدفًا، ولكنني كنت فقط أريدك ألا تنساني، ولذلك كتبت لكِ هذه الرسالة بها قليل من ذكرياتنا التي استطعت وصفها رغم وجود ذكريات آخري ولكنني عجزت عن وصفها، وأيضًا وإن ذكر اسمي أمامك تتذكري إنني أحبك كثيرًا، ولن أرد شخصًا معي وأنتِ معي، كنتِ الشيء الوحيد الذي طالما تمنيت أن يدوم معي للنهاية.

لـِ هـنا حـسـام "ملاك" 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب شتات ملاك

كتاب من أعماق الروح